تراجعت الاحتجاجات الاجتماعية الجماعية بالخصوص خلال شهر فيفري مقارنة بشهر جانفي المنقضي، هذا وقد شمل التراجع عديد القطاعات وأساسا القطاع التربوي، إلا أن هذا التراجع الكمي لا يعكس نفس التراجع النوعي ، فحدة الاحتجاجات بعديد الجهات لا تزال على حالها والاحتقان لا يزال سيد الموقف واحتمالات التصعيد واردة وفق الاحتجاجات التي تم رصدها، أشكالها، آلياتها وأهم الفاعلين فيها من ناحية وردود الفعل الرسمية التي حسب المحتجين لم ترتق إلى مستوى الانتظارات، كما أن عديد التعهدات والبرامج لم تتبلور بالشكل الكافي وعليه يبقى الوضع مرشحا لعديد السيناريوهات المتقاطعة.
العنصر الملفت للانتباه يتمثل بالخصوص في تطور فضاءات الاحتجاجات، ذلك أن المعطى المحلي أصبح من العناصر الأساسية التي تم رصدها خلال هذا الشهر، فالإضرابات العامة المحلية برزت بشكل ملفت في عديد الجهات، إذ لم نرصد إضرابات جهوية لكننا بالمقابل رصدنا عديد الإضرابات المحلية، أي إضرابات تشمل معتمدية بأكملها، ولم تكن دائما هذه الإضرابات العامة المحلية بدعوة من الاتحادات المحلية أو الهياكل النقابية الجهوية كما كان الحال على سبيل المثال بمعتمدية النفيضة، فعديد الإضرابات بسيدي بوزيد والقصرين وقفصة وقابس لم تكن نتيجة لدعوة لأحزاب سياسية أو لجهات نقابية بارزة على الأقل ومتبنّية للاحتجاج، بل نتيجة لدعوات المعطلين عن العمل على سبيل المثال.
العربية
الفرنسية