تقرير شهر نوفمبر 2015: المرصد الاجتماعي التونسي

0
3870

تحول نوعي في الفعل الارهابي شهده هذا الشهر، يكشر الارهاب عن أنيابه لينخرط في بشاعات مذهلة، ذبح طفل صغير وقطع رأسه وارساله الى عائلته، هجوم انتحاري بقلب العاصمة على حافلة مقلة للحرس الرئاسي، تهديدات للاهالي في المناطق الجبلية، خوف وهلع واحتجاجات. تعلن السلطة في تونس الكبرى حضر الجولان وسلسلة من المداهمات تجاوزت الالف في بحر اسبوع واحد مكنت من اكتشاف مخازن أسلحة وعديد الايقافات وافشال العديد من العمليات الارهابية النوعية حسب المصادر الرسمية، عديد التعاليق والمخاوف بررزت من هنا وهناك حول الخوف من السقوط في فخ الديكتاتورية من جديد وعودة الممارسات الامنية الى ماكانت عليه والحد من الحريات بدعوى مقاومة الارهاب، عديد الاهالي احتجوا عن أسلوب المداهمات والتعامل الامني الاستباقي للكشف عن بؤر الارهابيين.

الاحتجاجات والمخاوف في هذا المجال كانت عديدة ومتعددة ومن أطراف من مشارب سياسية وفكرية مختلفة والخطاب الرسمي لم يوفر المعلومة التي تمكن من الانخراط الجماهيري الفاعل في مقاومة الارهاب، عودة بعض المسؤولين الامنيين القدامى أثارت العديد من التساؤلات والمخاوف والاحتجاجات، الملفات الاقتصادية الحارقة لا تزال على حالها ومعالجة هذه الملفات وفتح الافاق امام مشاريع تنموية متكاملة خاصة في الجهات الداخلية يمثل أهم صمام أمام الارهاب.

عديد المآخذ برزت حول الميزانية وحول اداء الحكومة وحول الوضع الاقتصادي والوضع البيئي والوضع التربوي والوضع الصحي والاوضاع الامنية، وحول المفاوضات الاجتماعية … مثلت مجالا هاما للتحركات الاحتجاجية الجماعية، تجاذبات وخلافات داخل مجلس نواب الشعب صراعات داخل الاحزاب السياسية، جملة من العوامل زادت في حالة الاحتقان العام والتوتر وأفرزت جملة من الاحتجاجات في عديد الجهات وعديد القطاعات وعديد الفضاءات.

تصدع المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص أفرز توترا كبيرا في الشارع برزت ملامحه مع الاضراب العام الجهوي في جهة صفاقس والذي كان سيعقبه اضراب جهوي عام في القطاع الخاص بكامل جهة تونس الكبرى واضراب وطني عام في الافق تم الاعلان عنه في حال عدم التوصل الى حلول، الاوضاع الامنية إثر العملية الارهابية التي استهدفت قوات الامن الرئاسي أجلت هذا التصعيد، ويبقى الملف مرشحا لعديد التطورات.

الاوضاع الاجتماعية كانت خلال هذا الشهر أحد الاسباب الرئيسية لعديد الاحتجاجات التي تم رصدها، تردي الخدمات في الجهات الداخلية والبطالة وبطالة حاملي الشهادات الجامعية، وضعية عملة الحضائر، تراجع الطاقة الشرائية كلها ملفات لا تزال مطروحة وتدعو الى التدخل السريع.

سجلنا في نفس هذه الفترة من السنة الماضية موجات برد وأحيانا ثلوج وفيضانات وانقطاع المواصلات بعديد الجهات، على سلطة الاشراف اتخاذ الاجراءات الاستباقية لعدم تكرار العديد من الاشكالات التي تم رصدها في السابق وللحد من من انعكاسات الاوضاع المناخية على الشرائح الاجتماعية الفقيرة خاصة وفي الجهات الداخلية التي تعاني من التهميش.

تراجعت الاحتجاجات التلمذية في هذا الشهر وبرزت احتجاات اخرى في عديد المعاهد العليا والكليات بسبب التسجيل خاصة في شهادة الماجستير ، فقد رصدنا العديد الاعتصامات ذات العلاقة بعديد الجهات مثل القيروان وجندوبة وتونس وصفاقس البعض منها تواصل عدة اسابيع ، احتجاجات اخرى حول الامتحانات والمطاعم الجامعية والسكن والنقل وظروف الدراسة تم رصدها أيضا ، هذا وقد انعكست جملة هذه الاوضاع على انتخابات ممثلي الطلبة بالمجالس العلمية ، اذ كانت نسبة المشاركة متدنية للغاية وعلى سبيل الذكر لم تتجاوز نسب المشاركة في بعض الكليات الكبرى سواءا في العاصمة او في المدن الداخلية نسبة واحد في المائية واحيانا كانت اقل من ذلك بكثير اي مشاركة تكاد ان تكون منعدمة.

احتجاجات اخرى في المجال التربوي تم رصدها ولها علاقة بالمتعاقدين في التعليم العالي او المناوبين في بقية الاسلاك وصلت حد الاعتصام والتجمعات امام مندوبيات التربية والسير على الاقدام من مدن داخلية في اتجاه العاصمة.

تم رصد احتجاجات منتجي التمور خاصة بولاية قبلي بالرغم من الصابة الاستثنائية التي تم تسجيلها وذلك نتيجة تلاعب المحتكرين بالاسعار والحد من التصدير والعديد من الاشكالات الاخرى ذات العلاقة بالجوانب الادارية والمالية، وقد تحول وفد عن المحتجين الى مجلس نواب الشعب للتعبير عن اوضاعهم وتم استقبالهم من طرف رئيس المجلس.

عديدة هي الاحتجاجات العشوائية التي اقترنت بمواجهات عنيفة مع قوات الامن وغلق الطرقات واحراق العجلات إثر القرارات البلدية بالحد من الانتصاب العشوائي والتجارة الموازية والتجارة في قطاع الملابس القديمة الموردة، من الاشكالات الهامة التي تتطلب المعالجة السريعة، اذ لا يكفي قرار المنع بل توفير فضاءات بديلة وتوفير الشغل في عديد القطاعات والحد من التهريب خاصة في المناطق الحدودية وهذا ممكن شريطة مشاريع تنموية فعلية بهذه المناطق.

احتجاجات عدة تم رصدها من جهات مختلفة، من طرف الاعلاميين بمناسبة تكريم الرباعي الراعي للحوار بمناسبة جائزة نوبل واحتكار قناة تلفزية واحدة حق بث الحفل من قصر الجمهورية بقرطاج.

احتجاجات المحامين بمناسبة افتتاح السنة القضائية ومقاطعة المشاركة في الحدث الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية

احتجاجات امهات الشهداء وأهالي المفقودين وعائلات المخطوفين في ليبيا.

احتجاجات مجموعة عائلات بالشابة حول الصيد البحري وركوبها البحر والسفر بشكل غير نظامي نحو ايطاليا احتجاجا على ما تعتبره عدم الانصاف، هذه هي المرة الاولى التي يمارس بها احتجاج بهذا الشكل اي الهجرة عبر البحر، علما وأننا رصدنا في السابق عديد الاحتجاجات في الجهات الحدودية حيث يتحول الاهالي نحو الحدود الجزائرية للتعبير عن احتجاجاتهم والسعي الى الهجرة البرية.

رصدنا عديد الاحتجاجات حول قرار الحكومة وقف الانتدابات في الوظيفة العمومية، العديد من الطلبة ممن يزاولون تعليمهم يسألون عن الافاق وحاملي الشهادات الجامعية والعاطلين عن العمل يحتجون ويهددون بتطوير اليات احتجاجاتهم.

الفرنسية

Télécharger (PDF, 996KB)

تاعربية

Télécharger (PDF, 1.4Mo)