Mazzouna

0
359

المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية

 

بيان حول فاجعة سقوط جدار معهد المزونة:

التعليم العمومي بين التهميش والموت

 

يتابع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ببالغ الحزن واللأسى الفاجعة الأليمة التي جدّت صباح اليوم الإثنين 14 أفريل 2025، بمعتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد، والمتمثّلة في سقوط الجدار الخارجي لمعهد ثانوي، مما أسفر عن وفاة ثلاثة تلاميذ أبرياء، اثنان منهم على عين المكان والثالث أثناء نقله إلى المستشفى، إضافة إلى إصابة عدد من التلاميذ الآخرين، بعضهم في حالة حرجة.

وإذ يتقدّم المنتدى بأحر التعازي لعائلات الضحايا، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، فإنه يعبّر عن استنكاره الشديد لهذا الحادث الأليم، الذي يعكس حالة التهاون واللامبالاة لعقود من التهميش والإهمال للمرفق العمومي في التعليم.

يؤكد أن هذه الفاجعة ما هي إلا نتاج لتراجع الخدمات العمومية ولاستفحال أزمة التعليم في تونس بكل أبعادها والتي من أبرزها تهرأ البينية التحتية لآلاف المؤسسات التربوية في كل المناطق بما يجعلها تشكل خطرا على سلامة وأمن التلاميذ وكل أفراد المؤسسة التربوية خاصة في المناطق المهمشة والمحرومة.

 إنّ الإهمال البنيوي الذي تعاني منه المؤسسات التربوية، خاصة في المناطق الداخلية، يكشف أن الدولة تخلّت عن مسؤوليتها في ضمان الحق في التعليم الآمن والكريم، وأن المعاهد والمدارس تحوّلت من فضاءات للتعلم إلى مواقع للخطر والعنف والموت البطيء.

وعليه، فإن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية:

  • يحمّل وزارة التربية المسؤولية الكاملة في ما حدث، نتيجة التقصير الفادح في الصيانة والرقابة والتفاعل مع التحذيرات التي أطلقها العديد من النشطاء والمواطنين.
  • يطالب بفتح تحقيق فوري، شفاف وذي مصداقية لتحديد المسؤوليات الإدارية والجزائية، ومحاسبة كل من يثبت تورّطه أو تقصيره، مهما كان موقعه.
  • يدعو الدولة التونسية إلى التخلي عن سياسات التقشف في مجال التعليم وإقرار خطة إنقاذ عاجلة للمدارس والمعاهد العمومية، تشمل جردًا شاملًا للبنية التحتية، وتحديد الأولويات بناءً على مؤشرات السلامة، خاصة في الجهات المهمّشة.
  • يؤكد أن الحق في التعليم لا يمكن فصله عن الحق في الصحة و في الحياة والكرامة والسلامة الجسدية، في ظل تكرار هذه الفواجع في المؤسسات التربوية (وفاة تلميذتين حرقا في مبيت تالة 2018، وفيات العديد من التلاميذ بسبب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من جراء فقدان الماء الصالح للشرب في المدارس، وفيات تلاميذ نتيجة استفحال غول العنف في المدارس،…).
  • يذكّر أن الإصلاح الحقيقي لمنظومة التعليم يبدأ من كرامة التلميذ والمعلم، ومن بيئة مدرسية آمنة وسليمة، ويهيب بكافة مكونات المجتمع المدني والفاعلين التربويين والحقوقيين إلى التوحد من أجل إنقاذ المدرسة العمومية من الانهيار.

المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية

الرئيس عبدالرحمان الهذيلي