التلوث في كركر … المعاناة متواصلة

0
9432

تعتبر مدينة كركر من ولاية المهدية منطقة منكوبة بيئيا فبعد انتصاب مصنع تكرير مادة الفيتورة منذ سنة 2012 والذي يستعمل مواد خطرة خلفت تداعيات بيئية وصحية وجعلت أهالي المدينة يحتجون ويلتجئون إلى القضاء مطالبين بغلقه ومازال البعض منهم محل تتبعات عدلية إلى اليوم.

وبعد كل هذه المعاناة يجدون اليوم أنفسهم أمام كارثة بيئية جديدة بانتصاب مصب جهوي لمادة المرجين بمنطقة الملاهمة من بلدية كركر. وقد رفض الأهالي هذا المصب وانخرطوا في حركة نضالية دفاعا عن حقهم في بيئة سليمة إذ قاموا بالعديد من الحركات الاحتجاجية لغلق هذا المصب الذي يهدد بيئتهم دون أن تحرك السلط ساكنا مما أجبرهم على تصعيد وتيرة الاحتجاجات حيث قاموا بوقفة احتجاجية أمام مقر البلدية ونفذوا اعتصاما قبل ان يبادروا بقطع الطريق الرابط بين منطقة الملاهمة ومدينة كركر، واثر توجههم لغلق هذا المصب قام أحد حراس المصب بإطلاق النار على المحتجين مما تسبب لهم في العديد من الإصابات، وحسب رواية الأهالي عمد المتصرفون في هذا المصب إلى ترهيبهم عن طريق بعض المنحرفين، كما مارست السلط المحلية عليهم العديد من الضغوطات لإجهاض تحركهم
واثر هذه الحادثة ولاحتواء حالة الاحتقان في صفوف الأهالي قامت البلدية بإصدار قرار غلق لهذا المصب لتهدئة الأوضاع.

وعند تحولنا لزيارة هذا المصب لاحظنا انه يتكون من حوضين كما انه لا يحترم المعايير البيئية نظرا لغياب طبقة عازلة بين المرجين والأرض في كلا الحوضين، مما يهدد المائدة المائية وحسب رواية الأهالي توجد بالمنطقة المحيطة بالمصب عيون مائية طبيعية أصبحت مهددة بالتلوث. وهم يتساءلون كيف قامت بلدية كركر بإعطاء الترخيص لفتح هذا المصب الذي يعتبر كارثة بيئية على المواطنين وعلى الطبيعة؟ كما أن المصب يتمركز بالقرب من المناطق السكنية وهو مصدر انبعاث روائح كريهة تقلق راحة الأهالي خاصة أنه يوجد بالقرب من منطقة ترفيهية للأطفال وهي المتنفس الوحيد في هذه المنطقة.

ويعد تمركز هذا المصب في منطقة سكانية تعديا على حق الأهالي في العيش في بيئة سليمة وفق ما يضمنه الدستور في الفصل ،45 وهذه الوضعية هي نتيجة للمنوال التنموي المتوحش الذي لا يراعي احتياجات المناطق المهمشة والذي يكرس مبدأ التفاوت بين الشرائح الاجتماعية إذ نجد أن جميع المشاكل البيئية متواجدة دائما في مناطق تعتبر من الشرائح الاجتماعية الأكثر هشاشة التي لا تملك لا الإمكانيات المادية و لا السياسية للتصدي لهذا التلوث.

    1. فمن المسؤول على اتخاذ قرارات تضر بمصلحة السكان وتهدد طريقة عيشهم؟

    1. هل ستقوم السلطات بإزالة التلوث الذي تسبب فيه المصب بعد صدور قرار غلقه؟