بدايات شهر سبتمبر اقترنت بحدثين هامين شهدتهما ولاية القصرين، تمثل الأول في الهجمات الارهابية في مرتفعات الولاية والثانية الحادث المروري الذي خلف عشرات الضحايا والجرحى، وقد كانا سببا مباشرا لعديد الاحتجاجات التي تواصلت على مدار أيام عديدة في عديد المناطق بالولاية، بالنسبة للمسألة الأولى، كان منتظرا أن تبرز من جديد هجمات ارهابية، والفعل الارهابي هو فعل مباغت ويسعى إلى انتاج الهلع باعتباره الشكل الأقصى من حلقات الخوف الجماعي، وكان منتظرا أن تبرز القوى الارهابية في جهات مختلفة، أما أن تبرز في نفس المرتفعات التي تم تمشيطها مرارا واعتبارها مناطق تم تخليصها بشكل نهائي من الوجود الارهابي، هنا يكمن الإشكال، لماذا عادت الهجمات الارهابية من نفس النقاط السابقة والتي تمت محاصرتها وضربها بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وتم إعلانها مناطق سليمة من كل أذى ارهابي، هذه العودة تعيد طرح العديد من الأسئلة حول القضاء الفعلي على الفلول الارهابية بهذه المرتفعات، وهذا الوضع موجع أكثر من الهجمات الارهابية باعتبار انعكاساته النفسية والاجتماعية على المتساكنين بشكل خاص، فعودة الارهاب إلى المناطق التي تم استئصاله منها يعيد إلى الأذهان عدة سيناريوهات حول مدى الجاهزية الفعلية لأجهزة مقاومة الارهاب، ونعود هنا مرة أخرى إلى نفس الطرح الذي سبق تقديمه وهو التعبئة العامة ضد الارهاب لدعم هذه الأجهزة، لقد هيمنت الإشكالات والخلافات السياسية داخل الأحزاب الحاكمة وبين هذه الأحزاب على المشهد العام، مقاومة الارهاب تتطلب خطة استراتيجية تساهم فيها كل الأطراف وزارة الثقافة والتربية والتعليم العالي والشباب والرياضة …. هذا علاوة على وزارتي الداخلية والدفاع .
كان يمكن أن يكون حادث مرور مهما كانت أسبابه ونتائجه أن يكون حدثا ككل الأحداث التي تقع في كل الجهات أما أن يتحول حادث مروري إلى أزمة وتحركات احتجاجية عنيفة على عديد الأيام فإن المسألة تدعو إلى عديد التساؤلات، صحيح أن الحادث من الوزن الثقيل ونتائجه مؤلمة للغاية ولكن ذلك لا يجب أن يحجب أسباب الاحتجاجات التي أعادت إلى الأذهان الأوضاع التنموية المتردية بالجهة، فقد ظهر وبشكل لا يدعو إلى أي شك تدني البنية التحتية الاستشفائية بجهة هي الأولى بتطور الخدمات الطبية نظرا لكونها في مواجهة مفتوحة بحكم موقعها على الهجمات الارهابية هذا علاوة على الإشكال الآخر وهو تساوي حظوظ كل المواطنين أمام الخدمات الطبية، فعدم التساوي أمام الألم والمرض إشكال يتطلب المعالجة الجذرية في كل الجهات الداخلية وهو من أولويات السلط العمومية على المستويين المركزي والجهوي
العربية
Télécharger (PDF, 1.4MB)
الفرنسية
Télécharger (PDF, 1.75MB)