انفاق المجتمع على التعليم: بين وهم المجانية والارهاق المادي للعائلة

0
3123

انفاق المجتمع على التعليم: بين وهم المجانية والارهاق المادي للعائلة

دراسة كمية لـ: منير حسين

 

أزمة التعليم تحتد من سنة إلى أخرى وأصبحت محل اجماع كل الأطراف. تتجسم هذه الأزمة في تراجع كل مؤشرات المنظومة التربوية سواء المتعلقة بالمناهج التربوية أو تلك المتعلقة بالموارد البشرية والتجهيزات نتيجة الصعوبات المالية التي تواجهها البلاد. ومن أبرز التجليات في هذا المجال التراجع النوعي والكمي على مستوى توفير الموارد البشرية الضرورية فمن النقص النوعي أصبحنا نتحدث عن النقص الكمي نتيجة تخلي الدولة عن الانتداب والاكتفاء باللجوء للشغل الهش عبر التعويل على النواب لسد الشغورات في المؤسسات التربوية، والتي ما انفكت تتطور من سنة إلى أخرى ، ويكفي أن نشير إلى أزمة المربين النواب التي حصلت في السنة الماضية والتي أدت إلى تعطل الدروس في المدارس الابتدائية منذ بداية السنة الدراسية إلى موفى شهر نوفمبر 0200 ، ومنذ جانفي 0202 إلى آخر السنة دخل العديد من الأساتذة النواب في حركات احتجاجية مع مقاطعة التدريس في المدارس والمعاهد إلى حين تسوية وضعياتهم. وقد انجر عن هذه الحركات الاحتجاجية للنواب حرمان الآلاف من التلاميذ في التعليم الأساسي والثانوي من حقهم في التعليم. ولم تستطع الوزارة أن تجد مخرجا وحلا لهذه الوضعية سوى تكييف منظومة التقييم مع الواقع التي فرضته أزمة المربين النواب وذلك بإعفاء التلاميذ من الاختبار في المواد التي لم يتكونوا فيها بسبب المقاطعة. وقد فاقمت هذه الأزمة على مستوى التكوين ما حصل من نقص في أيام الدراسة بسبب أزمة كوفيد عندما أغلقت المؤسسات التربوية بسبب الحجر الصحي سنة 0202 أو عند اعتماد نظام التناوب في سنة 0202 وقد بلغ عدد الأيام التي تعطلت فيها الدروس 211 يوم أي ما يعادل حوالي 02 % من سنة دراسية عادية والمقدرة ب 282 يوم. مع العلم أن وزارة التربية لم تتخذ أي اجراء لتدارك النقص الحاصل في التكوين واكتفت بدعوة المدرسين في سبتمبر 0202 إلى تقييم مستوى التلاميذ ووضع برنامج لتدارك النقص المسجل في تكوينهم على مستوى البرامج، دون أن يتحقق ذلك عمليا. وقد اضطرت العائلات إلى تدارك هذا النقص في التكوين بالالتجاء إلى الدروس الخصوصية وتحمل أعبائها المادية وهو ما يزيد في حجم الانفاق المادي الذي تتحمله الأسرة لتعليم أبنائها.

شملت العينة المعتمدة في تحديد خصوصيات الدروس الخصوصية في ولاية المنستير 954 تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة موزعين كما يلي 423 في الثانوي و 262 في الاعدادي و 168 في التعليم العالي و 101 أولياء في الابتدائي وشملت 14 معهدا واعدادية ومعاهد تحضيرية

Télécharger (PDF, 2.57MB)