جمعيات ومنظمات وأفراد: الجميع ضد التلوث في قابس

قابس والتي لقبت قديماً بجنة الدنيا بإعتبارها الواحة البحرية الوحيدة في العالم التي تحيط بها الجبال والصحراء تعاني منذ 45 سنة من جرائم بيئية … 1972 كان تاريخاً لتركيز منطقة صناعية والمجمع الكيميائي التونسي والتي تعتبر من أكبر المناطق الصناعية في إفريقيا لتبدأ مأساة المتساكنين والإنتهاكات
… قابس الجنة الضائعة بسبب الأنشطة الكيميائية وتحويل مادة الفوسفاط إذ يتم إلقاء أكثر من عشرون ألف طن يومياً من مادة الفسفوجيبس المشعة في البحر أي أكثر من 7 ملايين طن في ألسنة ما أدى إلى تصحر البحر ودمار الحياة البحرية إذ كانت قابس محضنة للأسماك تحتوي أكثر من 370 نوع من
الأسماك في السبعينات لتتبقى منها اليوم 7 فقط …
كذلك الواحة التي كانت رمزاً لهذه الجهة والتي أصبحت مهددة بالإندثار بسبب نقص المياه إذ تم إستنزاف
المائدة المائية في الأنشطة الصناعية .. هذا بالإضافة إلى الغازات الملوثة الذي أثرت على الواحة وخاصةً على صحة المتساكنين بإنتشار الأمراض السرطانية والتنفسية بشكل كبير كذلك قرب المناطق السكنية كغنوش وبوشمة وشط السلام إذ لا تتجاوز المسافة الفاصلة بين هذه المناطق والمنطقة الصناعية الكيلومتر الواحد وهي مناطق تحتوي على أكثر من خمسين ألف ساكن …

كل هذه الإنتهاكات والتأثيرات كانت سبباً في تعطل التنمية و وتراجع كبير في عديد القطاعات كالفلاحة والصيد البحري والسياحة وتردي الوضع الصحي

كل هذه الجرائم كانت تتم بغطاء سياسي بإعتبار وأن المجمع الكيميائي شركة عمومية وكان النظام القمعي يمنع النشطاء من تناول هذه الموضع … سنة 2012 وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة ( 5 جوان ) قررت مجموعة من الشباب والنشطاء تكوين ائتلاف تحت عنوان Stop Pollution نحب نعيش لتتأسس ديناميكية جديدة ساهمت في التعريف بهذه القضية جهوياً ووطنياً ودولياً وقامت بالتعبئة الميدانية في تحركات من أجل الضغط على صناع القرار من أجل إيجاد حل جذري لهذه المعضلة . كل هذه التحركات كانت سبباً في تحريك السلطات من أجل التفكير في إيجاد حلول .. ولعل هذه ألسنة ستكون سنة فاصلة ومهمة بعد فرض تاريخ 30 جوان 2017 كأخر أجل لإلقاء مادة الفسفوجيبس في البحر …. إلى أن هذه المهلة أصبحت قريبة والجميع مجمع على ضرورة مزيد الضغط وإستكمال التحركات بأكثر تصعيد وأن تاريخ 30 جوان سيكون موعداً شعبياً لفرض هذا القرار ..

من أجل هذا ندعو كل المناضلين البيئيين في العالم للتعبئة والمساندة والمساهمة في:

–حملة الإمضاءات الدولية التي ستنطلق يوم 17 جوان 2017 للمطالبة بإزالة الوحدات الملوثة من قابس

– إصدار بيانات المساندة للتعبير عن التضامن مع المتساكنين واستنكارهم لهذه الجرائم

تحية لكل المناضلين ضد السياسات الملوثة في العالم ومن أجل عالم خال من التلوث