تقرير شهر نوفمبر 2017 حول الاحتجاجات الاجتماعية

0
4871

المرصد الاجتماعي التونسي

التحركات الاحتجاجية الاجتماعية الجماعية والفردية خلال شهر نوفمبر 2017

أمطار الخريف التي تهاطلت خلال هذا الشهر بشكل خاص بمناطق الجنوب التونسي بينت مرة أخرى هشاشة البنية التحتية، إذ سريعا ما عمت الفيضانات بعض المناطق وانقطعت الطرقات وتوقفت الحركة الاقتصادية وتلى ذلك زيارات ميدانية لوفود وزارية… وتم تقديم العديد من الوعود التي لن ترى النور مع مرور الأيام وحجب الحدث بحدث آخر، احتجاجات اجتماعية في عديد الجهات على تردي البنية التحتية وعدم اتخاذ الإجراءات التي يتوجب اتخاذها وتطبيقها وهذا هو الأهم كانت مواضيع هذه الاحتجاجات التي رصدناها في هذه الجهات.

أشعرت أوساط الرصد الجوي بإمكانية نزول أمطار قد تكون طوفانية وحددت الجهات التي ستشملها هذه الأمطار، وهو ما تم بالفعل ولم يتم اتخاذ أي إجراء وقائي حسب شهادات المحتجين

تم تسجيل وفيات من ضمنها نقيب في الحرس الوطني ومعتمد جرفتهما المياه، وقد كانا في زيارة ميدانية للمناطق المتضررة

لكل فصل العديد من الإشكالات البيئية والمناخية، عادة ما تكون أمطا ر الخريف الأولى ذات نتائج وخيمة لأن الاستعدادات لها لا ترتقي إلى المستوى المأمول، ونتيجة لذلك تبرز في عديد الجهات احتجاجات متعددة وخاصة في الجهات الداخلية والمدن الكبرى ، حيث تشهد هذه الأخيرة عديد الإشكالات في علاقة بمجاري الصرف وحالة الطرقات وتتعطل بها العديد من الأنشطة بما في ذلك التربوية. وعادة ما يتم اتخاذ جملة من التدابير التي تنسى مع بداية نزول أمطار فصل الشتاء وتساقط الثلوج في المرتفعات مما يتسبب في عزلة الجهات الداخلية وفقدان مواد التدفئة، لتبدأ إثر ذلك حملات التبرع وجمع المعونات التي تقوم بها العديد من الجمعيات لتوزيعها على المتضررين، علما وأننا في السنة الفارطة رصدنا العديد من احتجاجات الأهالي في عدة مناطق على مثل هذه الإعانات، فقد تم اعتبارها مهينة وكون المتضررين ليسوا في وضع من يطلب الصدقة خاصة وأن بعض الألبسة التي تم تقديمها لم تكن في حالة جيدة، لقد أشرنا إلى هذه المسألة اعتبارا لكونها أصبحت تمثل أحد أسباب الاحتجاجات.

يمكن للمجتمع المدني أن يقوم بدور هام في هذه المسألة ولكنه لا يمكنه بأي حال من الأحوال تعويض الدولة، هذه الأخيرة لم تبلور إلى الآن سياسة اجتماعية واضحة وفاعلة  بل تسعى إلى المعالجة الحينية لبعض الإشكالات مع تقديم صكوك الوعود

يأتي الربيع أزهاره ورياحه العاتية وأمطاره الرعدية لنقف على إشكالات أخرى واحتجاجات تقريبا في نفس الجهات، ومنذ بروز الملامح الأولى لفصل الصيف حتى يفتح من جديد ملف الجفاف والعطش، الانقطاع المتواصل لمياه الشراب، تلوث المياه، رداءة المياه، تغير لون وطعم المياه إلى غير ذلك من الإشكالات التي نرصدها كل صيف، وككل مرة تتطور الاحتجاجات وتأخذ أحيانا أشكالا عنيفة لتتم مهاجمة مقرات إدارية وحرق العجلات المطاطية وغلق طرقات…ثم تأتي من جديد أمطار الخريف ولا نحسن إدارتها، سدود لم يتم جهرها ومياه في طريق البحر إلى غير ذلك

 

الفرنسية

Télécharger (PDF, 4.01MB)

 

العربية

Télécharger (PDF, 11.93MB)