أي دور لبرامج التنمية المحليّة في النهوض بالمنتفعين بالموارد الغابيّة والطبيعيةبولاية بنزرت؟

0
2500

أي دور لبرامج التنمية المحليّة في النهوض بالمنتفعين بالموارد الغابيّة والطبيعيةبولاية بنزرت؟

رشيد السعيداني تقني أوّل, المندوبية الجهويّة للتنمية الفلاحية ببنزرت، دائرة الغابات

الملخص
عملت الدولة التونسيّة منذ الاستقلال على تنمية الغطاء النباتي واستعادته. وقد بلغت مساحة الأراض ي الغابية بتونس سنة 2015 ما يناهز مليون هكتار وهو ل ما يمث 8% من إجمالي مساحة البلاد 2. ويتميّز المجال الغابي في تونس بوجود عدد كبير من السكان ناهز ال 750 ألف ساكن سنة 2010 ما يمثل من مجموع السكان 3 . ولا تزال مؤشرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسكان الغابات أقل من المعدلات الوطنية. اذ سجّلت نسبة الفقر لسكان الغابات حوالي 46 % سنة 2010 بينما لا تتجاوز 20 % على المستوى الوطني، حيث يّعاني أغلب سكان المجال الغابي الفقر والتهميش والبطالة. وتعدّ الموارد الغابية بمختلف أنواعها المصدر الرئيسي لدخل السكان هناك. وقد نفّذت الدولة منذ الاستقلال العديد من مشاريع التنمية الريفية بمشاركة مانحين دوليين. ويهدف برنامج التصرف المندمج في المشاهد الغابية في المناطق الأقل نموا الى تحسين البنية الأساسية وتحسين دخل متساكيني الغابات عن طريق الاستغلال المباشر لمنتجات الغابات من قبل السكان المحليين 4 عبر مجامع تنموية خاصة بهم، في إطار ما تسمح  به النصوص القانونية. وتستفيد مجامع التنمية مقابل ذلك من تشجيع الدولة عن
طريق استغلال منتجات الغابات مجانًا مقابل الأعمال والخدمات التي يتم تنفيذها من أجل حماية المجال الغابي والمحافظة على الموارد الطبيعية. ويبلغ عدد المجامع التنموية في مجال التصرف في الموارد الطبيعية بولاية بنزرت 42 مجمعا سنة وتتركز هذه التنظيمات أساسا في غرب الولاية وقد انخرطت 8 مجامع منها في برنامج “المشاهد” يهدف المشروع إبرام اتفاقيات التصرف التشاركي مع السكان المحليين لتطوير أنظمة الإنتاج الفلاحي وتحسين ظروف العيش مما يسمح لمتساكني الغابات الى تحسين دخلهم عن طريق الاستغلال المباشر لمنتجات الغابات من قبل السكان المحليين عبر مجامع تنموية خاصة بهم وكذلك الى تحسين البنية الأساسية لضمان ظروف عيش أفضل. وقد عملت بعض هذه المجامع على تحسين وضعية منخرطيها وخاصة النساء منهم. ورغم أهميّة هذا البرنامج، فإن التعقيدات الإدارية المختلفة وظهور جائحة الكوفيد العالمية والطابع الموسمي لإستغلال بعض المنتجات الغابية أدّوا إلى تأخير في انجاز العديد من المشاريع المبرمجة، مما يهدد استمرارية البرنامج ونجاحه.

Télécharger (PDF, 650KB)