الرهانات الاجتماعية والاقتصادية للتشغيل الهش: شركات البيئة والغراسة والبستنة بالحوض المنجمي نموذجا

0
7131

ملخّص

يحاول الباحث في هذه الورقة التحليلية تحت عنوان ” الرهانات الاجتماعية والاقتصادية للتشغيل الهش: شركات البيئة والغراسة والبستنة بالحوض المنجمي نموذجا” الإجابة عن العديد من التساؤلات ونقاط الاستفهام المتعلقة بهذا القطاع بصفة موضوعية معتمدا في ذلك المصادر الكتابية والشفوية من خلال المحادثات التفهمية. ومن أهم التساؤلات التي يريد الباحث الإجابة عنها هي: تاريخ وأسباب تأسيس هذه الشركة؟ وكيف يهدر المال العام؟ وكيف تتحايل السلطة السياسية على المطالب الاجتماعية للمحتجين والمهمشين والعاطلين؟ وكيف تأسست ونشأة النقابات الأساسية بهذا القطاع: هل تأسيسها ذات بعد نضالي يناصر الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ؟ وما هي أهم مشاكل هذا القطاع؟ وهل قطع الحوض المنجمي مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حينما بعثت السلطة السياسية وشركة فسفاط قفصة شركات للبيئة والغراسة؟

كلّها أسئلة تدار يوميا في الشارع السياسي المنجمي، بمقرات الأحزاب وعالم المقاهي والمهمشين والمحتجين والفاعلين، كما هي أسئلة حاول العديد من الصحفيين والباحثين في الشأن الاقتصادي الإجابة عنها، وبالتالي اختار الباحث أن يشخص هذه الإشكاليات بصفة سوسيولوجية من ناحية ومناصرة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية من ناحية أخرى، وأن يقوم بتأريخ المعطيات لعلها تساعد الباحثين والفاعلين لمزيد التشخيص والفهم مستقبلا.

كما أنّ الأزمة المنجمية سنة 2008 محيّرة لأن الاحتجاجات تصاعدت في وقت تربح فيه شركة الفسفاط أرباحا هائلة، واليوم هي محيّرة أيضا لأنّ المال العام يهدر لشركات فاقدة للإنتاج، دون صرفها في مشاريع نفعية، فإذا ما أنتجت الشركة فائض القيمة فإنّ الأزمة موجودة، وإذا ما خسّرت أيضا فإنّ الأزمة تزداد حدّة، فلماذا تنتهج الشركة هذا المسار رفقة ساسة في وقت تستطيع فيه القطع مع الأزمة الاقتصادية وتبعث فيه مناخا تنمويا بالجهة. لتجدر الإشارة بالقول أنّ البرامج الحكومية وشركة الفسفاط نجحت في بعث مناخ الخيبة والإحباط وفشلت في إرسال خيارات حقيقية تقطع مع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت القرى المنجمية.

فهذه الدراسة هي تفهميّة لفهم قطاع تشغيليّ هشّ بالمجتمع المحلي المنجمي، وهذا الفهم ليس بمعزل عن السياق التاريخي وعن سياق الاحتجاجات الاجتماعية والقوى النقابية والبرامج والخيارات الحكومية المتعاقبة والحالية، وهي محطّة أولى لا نقف عندها، بل هي دراسية أوليّة بل نقل تأسيسية منتظرين نقد الفاعلين من قوى اجتماعية وباحثين وصحفيين الخ بالمجتمع المحلي والوطني، منتظرين أيضا القوى الفاعلة وما يمكن أن تقدمه في هذا القطاع الذي لا يقتصر على الحوض المنجمي فقط، بل انتشر أيضا بكلّ من ولايات صفاقس وقابس وأخيرا بعد حراك الكامور، مواصلين البحث قصد مزيد التعمّق في التشخيص الموضوعي والسوسيولوجي الذي يقرأ مسرحة الحياة اليومية دون تحميل المسؤولية لطرف وغضّ النظر عن طرف آخر، وهذا التشخيص يحمل في طياته هدفين اثنين:

أولا: القراءة الموضوعية والتفحص العلمي والابستيمولوجي.

ثانيا: مناصرة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومحاولة القطع مع الخيارات التي تنتج تشغيلا هشّا والدفاع عن برامج تشغيلية تضع الإنسان في مكانة اجتماعية مرموقة.

فالباحث دوره لا يقتصر فقط على الفهم والتشخيص، وإنما وجب على الباحث أن يكون باحثا وفاعلا في الآن نفسه.

ورقة تحليلية من اعداد خالد طبابي

باحث في علم الاجتماع

متحصل على ماجستير البحث في علم الاجتماع التغيّر الاجتماعي بكليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، اختصاص: “علم اجتماع التنمية، العمل والبيئة”. واختص في سوسيولوجيا الهجرة والحركات الاجتماعية برسالة الماجستير.

 

Télécharger (PDF, 23.85MB)