القيروان: انتهاك بيئية بالجملة

0
7260
تشهد ولاية القيروان كوارث بيئية تمس جوانب عديدة من حياة المواطنين في المنطقة من صحة و فلاحة و جودة حياة. في الآونة الأخيرة، انطلقت الاحتجاجات في معتمديتين من ولاية القيروان ضد الصب العشوائي للفضلات من قبل المعامل الخاصة التي تتعامل مع البلديات في صفقات مشبوهة من حيث إجراء ات السلامة و الحفاظ على المحيط.

 

  • معتمدية “نصر الله” و مصب الملابس المستعملة

 

في سنة 2008، اتفقت شركة ملابس مستعملة (فريب) مع بلدية “نصر الله” على استعمال قطعة أرض محاذية لطريق معبدة من جهة و لغابة زيتون من جهة أخرى من أجل ردم الملابس المستعملة غير القابلة للبيع مقابل 600 دينار تونسي. و عند علم المتساكنين بهذه العملية، اندلعت موجة من الاحتجاج من أجل التثبت من المواد التي تم ردمها و لكن تلك الاحتجاجات تم اخمادها. بعد 10 سنوات من الحادثة، لاحظ المواطنون انزلاقات أرضية في مكان المصب مع انبعاث روائح كريهة.

عادل المحفوظي و سالم الزاهي، مواطنان من معتمدية “نصر الله”، رافقانا في الموقع و عبرا لنا عن الحالة.

انشقاقات أرضية في مصب الملابس المستعملة بمعتمدية نصر الله بالقيروان
لاحظ الأهالي انبعاث روائح كريهة متأتية من المصب، فانطلقنا على عين المكان نعاين الحالة. فوجدنا أن الأرض قد آلت إلى السقوط مفرزة ما تم ردمه تحتها من ملابس مستعملة“، هكذا وصف عادل المحفوظي الحالة و أضاف :
عدد العاملين في هذا المصب 10 عمال، منهم 7 وافتهم المنية بعد إصابتهم بمرض السرطان و إثنان آخران على فراش المرض بنفس الإصابة“.
أما سالم الزاهي، فقد وصف حالة الحيوانات الموجودة حذو المصب إذ أن المواشي و كلاب الرعي قد فقدت صوفها و وبرها جراء الانبعاثات الغازية و فقدت أشجار الزيتون مردوديتها و نضارتها. كما أضاف أن أعوان البلدية الذين قاموا بردم الملابس المستعملة قد رشوا مادة كيميائية فوقها مما أفرز تفاعلا يتمثل في انبعاث دخان من الانشقاقات الأرضية الحاصلة.
انبعاث غازات و دخان من مصب الملابس المستعملة بمعتمدية نصر الله بالقيروان
و إثر تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد هذا المصب، قامت الوكالة الوطنية لحماية المحيط بأخذ عينات من التربة من أجل تحليلها. و مازالت النتائج لم تصدر بعد منذ أسبوعين من أخذ العينات.

 

  • بلدية الشرايطية ــ القصور تواجه مصب المرجين

 

يعاني الأهالي في بلدية الشرايطية ــ القصور من معتمدية الشراردة من ولاية القيروان من مصب للمرجين مخصص للغرض منذ سنة 2011. يسكن هذه البلدية 13 ألف نسمة و يقبل هذا المصب الفضلات من معاصر من معتمدية الشراردة و نصر الله و سيدي عمر بوحجلة. و يعتبر هذا المصب عاما و دون تهيئة مما تسبب في انبعاث رائحة كريهة تمتد على طول 8 كيلومترات تسببت في إصابة العديد من السكان بمرض ضيق التنفس و انتشار الحشرات المتسببة في مرض “الاشمانيا” لدى المئات من التلاميذ.
مصب المرجين في بلدية الشرايطية ــ القصور
محمد سمارة متساكن من متساكني بلدية الشرايطية ــ القصور أفاد بأن مضار هذا المصب قد أثرت على الانتاج الفلاحي و خاصة في زراعات الزيتون و اللوز اللذان يمثلان عماد النشاط الفلاحي بالمنطقة إضافة إلى تلويث المائدة المائية الجوفية.
و أضاف محمد بأن التغطية الاعلامية كانت حاضرة منذ بداية الاحتجاجات و لكن السلطات المحلية و الجهوية مازالت تتبع سياسة التسويف و تدفع نحو توسعة المصب من 3 هكتارات إلى 22 هكتارا. و من جهة أخرى، فإن أصحاب معاصر الزيت كانوا قد تقدموا برفع قضايا ضد المحتجين متهمين إياهم بتكوين وفاق و منع حرية العمل.
مرض “الليشمانيا” الذي تتسبب فيه حشرات المصب