أزمة كورونا بالرديف
المنتدى التونسي في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة
رحاب مبروكي
شهدت معتمدية الرديف في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا وغير مسبوق في حالات الإصابة بوباء كورونا إضافة إلى تسجيل معدلات قياسية في الوفيات جراء انتشار الفيروس. هذا التفشي فرض الإعلان عن إجراءات جديدة للحد من نقل العدوى وتقليل خطر الإصابة لدى المواطنين، إجراءات شملت الدعوة إلى الالتزام بقرارات لجنة مجابهة فيروس كورونا وحثّ المواطنين على تلقي التلقيح. واعتبارا وأن المجتمع المدني يعد شريكا فاعلا يعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة وقطاع الأعمال، وحيث أن معاضدة مجهود الدولة خلال الأزمات صحية كانت أم اجتماعية هو أمرا جوهريا في عمل جمعية المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وحرصا منها على القيام بدورها التحسيسي والتّوعوي كمنظمة غير حكومية فقد كان للجمعية دورا بارزا في تعزيز مجهود الدولة بمنطقة الرديف من أجل التعافي من فيروس كورونا.
المنتدى التونسي في الخط الامامي لمواجهة أزمة كورونا
يقف فرع المنتدى التونسي بالرديف في صفوف من يكافحون الوباء، إذ لم يدّخر أي جهد لتخفيف عبئ الأزمة الصحية التي تمر بها المنطقة من خلال دعم مجهود المؤسسات الصحية وتحسين خدماتها خاصة عبر توعية المواطنين حول خطورة هذا الوباء وطرق الوقاية منه وأيضا حثهم على الانخراط في منظومة التلقيح. مجهود يعكس حرص الجمعية على تطبيق القيم والأهداف الرئيسية التي ترتكز عليها وتفعيل دورها ألتشاركي جنبا إلى جنب مع بقية مؤسسات وهياكل الدولة.
متطوعو المنتدى التونسي بمركز التلقيح بالرديف
ويسهم متطوعو المنتدى في التصدي للجائحة عبر المشاركة في الحملة التي انطلقت منذ بداية شهر جويلية في إطار عمل “اللجنة المحلية للتشجيع على التلقيح بالرديف ” المتكونة من البلدية والمنتدى التونسي والاتحاد المحلي للشغل وفرع الكشافة التونسية والهادفة إلى حث المواطنين على الإقبال على التلقيح وتسجيل اكبر عدد ممكن منهم في منظومة التلقيح بعد ما عرفته المنطقة من عزوف جماعي عن تلقي الجرعات المضادة للفيروس. وقد تم تسجيل 421 شخصا في الفترة الممتدة بين 7 و20 جويلية إضافة إلى تنظيم الصفوف بمركز التلقيح لدى إجراء 657 تلقيحا يومي 9 و10 جويلية وتوزيع أدوات الحماية والتعقيم مثل الكمامات والمطهر وكذلك العمل على الإحاطة النفسية خاصة لكبار السن من أجل رفع معنوياتهم وتحقيق جو من الأريحية وهو ما تحقق عبر ممارسة آلية التواصل المباشر مع الوافدين على مركز التلقيح. ولم تقتصر الحملة على مركز مدينة الرديف فقط بل شملت المناطق الريفية حيث تم تسجيل 23 شخصا بمنطقة السقدود يوم 21 جويلية و20 شخصا بعمادة تبديت يوم 23 جويلية.
توزيع المهام
عملية التسجيل تركزت بمقر بلدية الرديف بالتنسيق مع أعوان البلدية والاتحاد المحلي للشغل حيث يعمل المتطوعون على استقبال المواطنين وتسجيلهم بمنظومة “ايفاكس” من اجل المساهمة في زيادة نسبة الوعي المجتمعي بأهمية التلقيح وتعزيز الثقة في اللقاحات من خلال حملات تواصل مباشرة مع المواطنين تتخذ من الحقائق أساسا لها وهذا ما يساهم في تسهيل عمل المؤسسات الصحية ومعاضدة مجهوداتها التي تبذلها في سبيل إنقاذ أكثر عدد من الناس. كما يعمل المتطوعون على دعوة المواطنين إلى إتباع الإجراءات البسيطة التي ثبتت نجاعتها من أجل الحفاظ على الصحة، ألا وهي ارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي وتجنب الحشود إيمانا من الجمعية بأنه لا مجال لهزيمة الفيروس إلا بوحدة الصف وتضافر المجهودات وتطبيق الإجراءات المتفق عليها. وفي هذا الإطار يعتبر رئيس فرع المنتدى التونسي بالرديف طارق حلايمي أن دور الجمعية لا يقتصر على الانخراط في الاحتجاجات المناهضة لسياسة الدولة أو الصدامات بين المواطنين والدولة فحسب وإنما يتجاوز ذلك ليتجلى عبر معاضدة مجهود المؤسسات في مواجهة الأزمات مهما كانت طبيعتها. ويضيف “انطلقت حملة المنتدى التونسي تزامنا مع بعث مركز التلقيح بدار الشباب بالرديف بسبب تفشي الوباء بالمنطقة وكان هدفنا الأساسي من هذه الحملة هو كسب المناعة الجماعية التي لا تتحقق إلا بالتلقيح” واعتبر أن دور المنتدى في هذه الأزمة الصحية هو تحسيسي توعوي بالأساس حيث سعى متطوعوه وهم من الطلبة والعاطلين عن العمل ذكورا وإناثا إلى تحفيز المواطنين وتشجيعهم على التلقيح. وأضاف بأن “هدف المنتدى التونسي في هذا الإطار إلى جانب تسهيل عمل المؤسسات الصحية وتخفيف حدة انتشار الوباء هو نشر قيم ومبادئ لدى الناشئة خاصة فئة الشباب عبر البعد عن عقلية التواكل والوعي بضرورة توحيد الصفوف في التصدي للأزمات”.
الابتكار في مواجهة الوباء
مشوار التطوع لا يزال متواصل أثناء شهر أوت القادم حيث ارتأى المنتدى إلى تغيير خطة مواجهة الوباء وذلك عبر انتقال المتطوعين إلى المساكن وتركيز خيمات تحسيسية داخل الأحياء السكنية لتحقيق مزيد من القرب للمواطنين.
لئن كان من المؤكد أن الحكومات تقع على عاتقها مسؤولية حماية مواطنيها إلا أن الاشتراك في هذه المسؤولية بين الحكومة والمواطن والمجتمع المدني من شأنه أن يساهم في تسريع التعافي من الفيروس حيث أن دحر هذا الوباء لن يتسنى تحقيقه من قبل الدولة بمعزل عن الفاعلين داخل المجتمع، وقد اثبت المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية دوره كمنظمة فاعلة في تخفيف وطأة الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد إيمانا منه بأنه لا يمكن هزم الوباء إلا بوحدة الصف وتضافر الجهود وضخ طاقات التوعية والتحسيس.