التقرير التأليفي للمؤتمر الوطني للحركات الاجتماعية والمواطنية دورة مالك الصغيري

0
3164

التقرير التأليفي للمؤتمر الوطني للحركات الاجتماعية والمواطنية

دورة مالك الصغيري

 

لا عدل الا إذا تعادلت القوى

أبو القاسم الشابي

 

فريق التحرير

أميمة مهدي

أحمد ضوية

سفيان جاب الله

عيادي العمري

تنسيق

ماهر حنين

 

تقديم

يحتوي هذا التقرير على حوصلة تأليفية لمداولات وأعمال دورة مالك الصغيري للمؤتمر الوطني للحركات الاجتماعية والمواطنية المنعقد بتونس أيام 10 و11 و12 ديسمبر 2021 بمبادرة من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تحت شعار “مقاومات متضامنة من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية” وبمشاركة واسعة. ل 600 ناشط شبابي وجمعياتي وباحثين يمثلون أكثر من 72 جمعية و37 حركة شبابية واجتماعية من مختلف الجهات.

وقد تم إعداد هذا التقرير وفق منهجية تأليفية تعود الي سياقات التفكير والنقاشات التي سبقت ورافقت عقد هذا المؤتمر ولمراحل إعداده ثم إنجازه واعتمدنا في تأليفه على مجمل الوثائق التي تم إعدادها قبل المؤتمر وعلى تقارير جلسات المؤتمر والورشات الموضوعاتية التي انتظمت خلال اليوم الثاني كما حرصنا على الاستفادة من تقارير ودراسات عديد جمعيات المجتمع المدني المشاركة في المؤتمر ومن النقاشات والمحادثات التي سمح لنا بها المؤتمر والحضور المتنوع للمشاركين والمشاركات.

 . إن هدفنا من اتباع هذه المنهجية الـتأليفية هو المساعدة على بناء أرضية مشتركة بين كلّ الفاعلين دون طمس هويات الحركات والفعاليات المشاركة والتي تعكس تنوع محاور النقد والفعل وتجديد أشكال النضال والتعبئة المتبعة فضلا عن الصعوبات التي تصطدم بها هذه الحركات نفسها والتي كانت محورا هاما من محاور نقاشات المؤتمرين.

وحرصا منا على جعل هذا التقرير مختصرا ومتكاملا سعينا الي هيكلته وفق أربعة أجزاء  إذ  يعود  الجزء  الأول  الي السياقات التي دفعت الي التفكير في المؤتمر وإعداده والتي عبّر عنها  النداء الذي امضاه من قبل ؟؟ .. ثم من خلال الجلسة العامة التحضيرية التي انتظمت بقصر المؤتمرات يوم ؟؟

الجزء  الثاني يعود الى التفاوتات الاجتماعية وأشكال اللامساواة   ومظاهر غياب العدالة التي تمثل منطلق وقاعدة التحركات الاحتجاجية والاجتماعية ونقف عند جذورها العميقة والسياسيات التي تجعلها مستمرة الي اليوم بعد مرور عشرة سنوات عن ثورة الحرية والكرامة بالّرغم مما تضمنه دستور 2014 من إقرار لمبادئ الديمقراطية الاجتماعية

ونخصص إثر ذلك الجزء  الثالث لقراءات ومساهمات الحركات الاجتماعية والمواطنية المشاركة وتقييمها لحصيلة نضالاتها على المدي المتوسط والقصير ومطالبها المختلفة فهي في نظرنا حركات وحملات ومبادرات   مظاهر مختلفة لسيرورة واحدة، ألا وهي سيرورة الحركة الاجتماعية التي انطلقت بعد إحراق محمد البوعزيزي نفسه، سيرورة تتراوح فيها المحطات النضالية بين مد وجزر، بين الفعل وردة الفعل حسب تغير السياقات، وحسب تبدّل موازين   القوى.

حيث أثبتت هذه المحطات أن إطار “المسار الثوري” يرى الحركة مستمرة رغم ضعف الفعل الجماعي، فيحاول إحياءه في محطات مختلفة ويرفض رمي المنديل والاستسلام لليأس والفشل

الجزء  الرّابع والأخير ينطلق من  مجمل التوصيات العامة والمشتركة ليطرح مهمتين ملحتين أولها  الوعي بمأزق الدور الشامل للحركات الاجتماعية والمواطينة في التغيير الديمقراطي  والتفكير في سبل  للخروج من حالة العزلة وتجاوز الإجهاد والإنهاك الذي يطالها بسبب التفكك الدّاخلي او بسبب الضغوطات الخارجية  ويسمح لها ببناء تضامنات واسعة في ما بينها ومع بيئتها الاجتماعية والسياسية القريبة  والمهمة الثانية هي وضع  مقدمات  لأرضية  نضال جماعية تقوم على قيم الحرية والعدالة الاجتماعية و تفتح أفقا لتغيير موازين القوي  الذي  تتطلع إليها الحركات الاجتماعية والمواطنية  في المرحلة القادمة

ويبقي هذا التقرير في كلّ الحالات جزئيا ومنقوصا في ضل تسارع الاحداث ومقارنة بالإسهامات العميقة والمتنوعة لمراكز البحث والرصد ومنظمات المجتمع المدني في عديد المجالات والتي تعدّ اليوم خزانا مهما لإغناء معرفتنا بالواقع وبقوي التغيير الاجتماعي الكامنة فيه.

Télécharger (PDF, 2.05MB)