طبيب في مواجهة الكوفيد 19: كيف عاش الأطبّاء الموجة الأولى للوباء فهمي البلطي

0
5285

طبيب في مواجهة الكوفيد 19: كيف عاش الأطبّاء الموجة الأولى للوباء

فهمي البلطي

مُلخّص

تعرّضت تونس مثل سائر بلدان العالم إلى اجتياح وبائي: كوفيد 19، أفزع البشرية جمعاء وأودى بحياة الآلاف في كامل أصقاع الأرض، ليس هذا فقط بل إنّه غيّر الخارطة السياسية والاقتصادية للعالم. تبدو تونس في الظّاهر قد انتصرت بالكامل على هذه الجائحة انتصارا يشهد له العالم وذلك نتيجة التدابير الحكومية الاستباقية واليقظة الكبيرة لمسؤوليها، لكنّ الكواليس تقول عكس ذلك، على المستوى الصحّي بالأساس والذي حاولنا نحن التّركيز عليه في هذه الورقة البحثية، بل إننا حاولنا أيضا تسليط الضوء على واقع الصحة العمومية في تونس قبل الجائحة. وصفنا واقعنا اليومي أين نشتغل في مستشفى محليّ ناء قبل وباء كورونا وإبّانه، ووصفنا الواقع المزري لعملنا في ظروف أقلّ ما يقال عنها أنّها ظروف حرب ثمّ حلّلنا التناقض الصارخ بين هذا الواقع الميداني والتدابير الحكومية المزعومة لمواجهة الوباء. كما حاولنا وصف علاقتنا المباشرة كطبيب بالسياق الوبائي في جميع تفاصيله اليومية، وكيف أنّ هذا الوباء في لحظة من اللحظات تحوّل من كارثة صحيّة مزعومة إلى ذريعة حكومية لتغطية الكثير من النقائص والإخلالات داخل البلاد، ليس الصحية فحسب بل السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضا. كما تساءلنا عن حقيقيّة هذا الوباء، في تونس بالتّحديد، وحاولنا الكشف عن المضاعفات الجانبيّة الصحية للحجر وحقيقة الخدمات الصحيّة وواقع المستشفيات والمرضى، والإطارات الطبية وشبه الطبية بعيدا جدّا عن عدسات التصوير والبروباغندا الإعلاميّة، مستشهدين في ذلك ببعض الإحصائيات من هنا وهناك وببعض الوقائع الميدانية أيضا أو الوثائق المتعلّقة بعملنا عموما.

واستخلصنا في النهاية أنّه، وإن كنّا فعلا قد تجنّبنا السيناريو الأفظع على الإطلاق، فلأنّ ذلك لم يكن نتيجة الإجراءات الحكومية بل نتيجة أسباب أخرى منها ما عرفناه في الحاضر ومنها ما سنكتشفه في المستقبل.  كما ركزنا أساسا على معطى جوهري، ألا وهو أنّ الصحّة العموميّة في تونس، وفي جميع الحالات، ليست مأزومة فحسب، بل هي بصدد الانهيار إن لم يتمّ أخذها على محمل الجدّ باعتبارها قطاعا استراتيجيّا وحياتيّا يجب إنقاذه على وجه السرعة كأولويّة سياسيّة قصوى.

Télécharger (PDF, 1.79MB)

 

 

Télécharger (PDF, 4.37MB)