لمحة تاريخيّة عن الأوبئة في تونس منال دربالي

0
4207

لمحة تاريخيّة عن الأوبئة في تونس

منال دربالي

تلخيص

كانت أساليب الوقاية والعلاج من الأمراض بدائيّة إلى حدّ كبير خلال القرن الثامن عشر، وكان التداوي بالأعشاب أو عن طريق الكيّ الوسيلة الوحيدة المتداولة والمُتاحة آنذاك للعلاج من الأمراض. وبالتزامن مع انتشار الأمراض المعدية مثل الطاعون والكوليرا والحمّى التيفيّة، ساهم الجفاف والمجاعات في تفاقم الوضع، زد على ذلك الفقر والخصاصة وسوء حَوكمة البلاد، ممّا أدّى سنة 1864 إلى اندلاع ثورة علي بن غذاهم احتجاجا على الترفيع في قيمة المجبى –أي الضريبة- من 36 ريالا إلى 72 ريالا. فكان الوضع الاجتماعي محتقنا بطبعه، ثمّ زاده انتشار الأوبئة سوءًا. وعموما، فإنّ الأوبئة مثل الطاعون والكوليرا تجد الأرضيّة الملائمة للتوسّع والانتشار في ظلّ غياب النّظافة وقواعد حفظ الصحّة. فكيف يمكن الحديث عن حفظ الصحّة في وقت الجفاف الذي تنحبس فيه الأمطار ممّا يؤثّر سلبا على توفّر المياه لريّ المحاصيل وتأمين الحاجيات الغذائية الأساسيّة أولا، ولتنظيف الجسم وأماكن الإقامة ثانيا؟

عند انتصاب الحماية بدأ الوضع الصحّي يتحسّن من خلال تركيز وحدات طبيّة في عديد المناطق لمداواة الجنود والمُقيمين الأجانب والأهالي. وكانت معظم المستشفيات متركّزة في تونس العاصمة وفي المدن الساحليّة، وكأنّها تُنذر بتركيز التفاوت الجهوي وتهميش الجهات الداخليّة. وتواصلت معضلة التفاوت الجهوي بين المركز والهامش فغذّت الانتفاضات الشعبية وأدّت إلى ثورة 10 ديسمبر-14 جانفي الّتي لم تستكمل بعد أهدافها ومازال التفاوت قائما إلى اليوم.

فما هي أهمّ المحطات الوبائية التي عرفتها تونس؟ وكيف تفاعلت المؤسسات معها؟

Télécharger (PDF, 1.81MB)

 

 

Télécharger (PDF, 4.37MB)